يُعد ارتفاع ضغط الدم مشكلة شائعة الحدوث لدى كل من الرجال والنساء، حيث تشير الإحصائيات إلى أنّ نصف الأمريكان الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة يعانون من ارتفاع الضغط.
عموماً يزداد خطر الإصابة بنسبة عالية جداً مع التقدّم بالعمر وخاصة عند بلوغ الشخص سن 45 سنة، علماً أنه قد يحدث لدى الأشخاص الأصغر سنّاً أيضاً، ويعود ذلك إمّا لوجود تاريخ عائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم أو السمنة المفرطة أو الأصل الأفريقي.
يعتبر ارتفاع الضغط حالة خطرة ويعود السبب في ذلك إلى إصابة الشخص به لسنوات دون معرفته ودون أعراض صريحة، وتشير الإحصائيات إلى أنّ 1 من كل 3 أشخاص أمريكيين لديه ارتفاع في الضغط بدون ان يشعر بذلك.
ومن زاوية أخرى نجد أنّه لايمكن اعتبار ارتفاع ضغط الدم حالة حتمية الحدوث بل يمكن تجنبها، وهو ماسنتناوله في مقالنا حول أسباب ارتفاع ضغط الدم وأعراضه وطرق علاجه فتابعوا معنا.
ماهو ارتفاع ضغط الدم
هو ارتفاع الصغط الذي يقوم به الدم على جدران الأوعية الدموية، مسبّباً مع الوقت ضرراً لها وإحداث أعراض واسعة النطاق حسب مكان الضرر.
فمثلاً قد يحدث فشل في الكلى في حال تضررت الأوعية الدموية الكلوية، أو العمى في العين، أو قد تحدث ضخامة قلبية كنوع من آليات المعاوضة في الجسم للتغلب على الضغط المرتفع، ومع الوقت قد تنكسر هذه المعاوضة ويحدث قصور قلبي.
ولكي نعرّف ارتفاع الضغط يجب أولاً معرفة القيم الطبيعية له، فمثلاً يكتب ضغط الدم على النحو الآتي:
120/80، ويدعى الرّقم العلوي بالانقباضي والرّقم السفلي بالانبساطي وتنقسم ارتفاعات الضغط إلى:
- الطبيعي: 120/80.
- مرتفع: أكثر من 80 /129_120.
- مرحلة أولى من ارتفاع الضغط: أعلى من 80 / 130.
- مرحلة ثانية من ارتفاع الضغط: أعلى من 90 / 140.
- ارتفاع ضغط الدم الخطير: أعلى من 120 / 180 ويستدعي الدخول للمشفى.
تجدر الإشارة إلى أنّ الأشخاص الذين لديهم ضغط 130/80 أو أعلى في قياسين على الأقل يعانون من ارتفاع الضغط حتى لو لم تكن هناك أي أعراض عليهم، فهذا المرض يطلق عليه بالقاتل الصامت.
وإذا تركت الحالة بدون علاج فقد تؤدي لنتائج خطيرة مثل:
- سكتة دماغية أو قلبية.
- نوبة قلبية.
- فشل في الكلية أو مشاكل في الرؤية.
أنواع ارتفاع الضغط
لابد من الإشارة لوجود نوعين أساسيين لارتفاع ضغط الدم، أوّلها الأساسي أو مجهول السبب، ويشكل مانسبته 95% الحالات. والنوع الثاني هوي ارتفاع ضغط الدم الثانوي ويشكل مانسبته 5% من الحالات، ويكون تالياً لأمراض أخرى في الجسم.
أولاً: أسباب ارتفاع الضغط الأساسي مايلي:
- الوراثة: حيث ينتشر ضمن العائلة الواحدة.
- الجنس: يميل لإصابة الذكور أكثر من الإناث حتى سن 65 عندها تصاب الإناث السود به أكثر.
- العرق: يشاهد عند الأمريكيين السود ضعف البيض.
- العمر: يزداد مع تقدم العمر.
- النظام الغذائي السيء أو نمط الحياة الخامل قليل الحركة.
- الداء السكري والبدانة.
- الإفراط في شرب الكحول.
- المستويات المنخفضة من البوتاسيوم والكالسيوم.
بينما تشمل أسباب ارتفاع الضغط الثانوي مايلي:
- أمراض الكلية: وهو السبب الأكثر شيوعاً.
- بعض الأورام: كأورام الغدة الكظرية والتي تفرز هرمونات تسبب ارتفاعاً في الضغط.
- حبوب منع الحمل الحاوية على الأستروجين.
- الأدوية: مثل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية كالإيبوبروفين، أو مزيلات الاحتقان أو الإدمان على الكوكائين.
اقرأ ايضاً: تضخم الغدة الدرقية
الطريقة الصحيحة في قياس الضغط
يتم ذلك باستخدام جهاز قياس ضغط الدم، ويتألف من كم ملفوف حول أعلى الذراع ينفخ الهواء فيها ثمّ تقوم المستشعرات بقياس ضغط الدم على الشرايين.
نتيجة القياس يتم أخذها برقمين، الرقم الأول يشير إلى الضغط الانقباضي ويعكس الضغط في الشرايين عندما ينقبض القلب. والرقم الثاني هو الضغط الانبساطي ويعكس الضغط في الشرايين خلال فترة راحة القلب.
يرتفع ضغط الدم عند الولادة من 64/40 إلى 120/80 عند البالغين الأصحاء، ويتأثر ضغط الدم بالعديد من العوامل فلا يمكننا الاعتماد على نتيجة قياس الضغط في حالة القلق أو التوتر أو الركض، كما يختلف القياس بين منطقة وأخرى في الجسم، وكل ماسبق يُعد حالة طبيعية لاتثير القلق إلا إن بقي ضغط الدم مرتفعاً خلال عدة قياسات.
طالع أيضاً: التهاب الزائدة الدودية
أعراض ارتفاع الضغط
في الواقع لاتوجد أعراض واضحة يمكن الاعتماد عليها لتأكيد الإصابة خصوصاً عندما لاتكون الحالة شديدة، ويجب اللّجوء لمراقبة الضغط في المنزل خلال فترات زمنية منتظمة لدى شخص عالي الخطورة من أجل تشخيص الحالة باكراً.
وتتضمن أعراض ارتفاع ضغط الدم الشديد مايلي:
- رعاف.
- مشاكل في الرؤية.
- ألم في الصدر.
- صداع شديد.
- اضطراب نبض القلب.
- صعوبة في التنفس.
- وجود دم في البول.
- الشعور بالقلق والتعب.
في مايلي بعض الأعراض الشائعة والتي يعتقد الناس أنّها تحدث بسبب ضغط الدم المرتفع إّلا أنّها لاعلاقة لها به، وهي:
- التعرق.
- الشعور بالغضب.
- الدوار.
- احمرار الوجه.
- مشاكل في النوم.
- بقع دم في العين.
مقالات قد تهمك: القرحة المعدية .. أسبابها وعلاجها
علاج ارتفاع الضغط
تتوافر العديد من الأدوية التي تستعمل ولكل منها ميزاته وتقسم إلى:
- حاصرات بيتا.
- حاصرات أقنية الكالسيوم Ca.
- مدرّات البول.
- حاصر ألفا أو مشابه ألفا.
- مثبطات الأنزيم المحوِّل للأنجيوتنسن (ACE).
- حاصر مستقبل الأنجيوتنسن 2 (ARB).
- مثبطات الرينين.
- الأدوية المركبة.
تجدر الإشارة إلى أن خط العلاج الأول في أغلب الأحيان هو مدرات البول.
ولكن في حال كان الشخص يعاني من داء السكري مثلاً فعندها يتم وصف الأنزيم المحول للأنجيوتنسن. وفي حال كان ضغط الدم أعلى بمقدار 20/10 فهنا يتم وصف دوائين أو إعطاء دواء مركّب.
لابدّ من التنويه إلى العنصر الهام في العلاج هو المتابعة مع الطبيب المشرف، حيث يوصى بالمراجعة كل شهر على الأقل حتى الوصول إلى قيم مقبولة ومضبوطة للضغط، وعندها يمكن مراجعة الطبيب مرة واحدة كل 3 إلى 6 أشهر.
من الجدير بالذكر أنه ومع التقدّم بالعمر قد يحتاج الشخص إلى تغيير جرعة الدواء أو تغيير في النوع ليصبح فعالاً، وهنا تأتي أهمية المراجعة الدورية في الكشف عن أي عوامل خطر تؤثر على الضغط كالسمنة أو ارتفاع الكولسترول.
إلى هنا نكون قد وصلنا وأياكم لنهاية مقالنا حول ارتفاع الضغط و أسبابه وعلاجه، نتمنى لكم دوام الصحة والعافية.
للمزيد من المعلومات والمقالات الطبية تابعونا على:
الفيسبوك من هنا
التلغرام من هنا
الانستاغرام من هنا
التويتر من هنا
التيك توك من هنا