يعرف داء الأمعاء الالتهابي IBD على أنه مصطلح يشمل مجموعة من الاضطرابات التي تصيب الأمعاء، وتسبب التهابها. كان يُعتقد أن داء الأمعاء الالتهابي IBD أحد أمراض المناعة الذاتية، لكنّ الأبحاث أشارت أنّ المرض يحدث نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لفيروس أو بكتيريا أو طعام غير ضار في الأمعاء، وليس مهاجمة خلايا الأمعاء ذاتها، حيث أن هذا الهجوم يتسبب بالتهابات واصابات في الأمعاء.
اسباب داء الأمعاء الالتهابي IBD
لم يتمّ معرفة سبب معيّن لداء الأمعاء الالتهابي IBD، فرجّح أنّ المرض مجهول السبب مع مجموعة من العوامل التي اعتقد أنّها تحفّز حدوث المرض وهي:
- البكتيريا والفيروسات.
- عوامل وراثية: حيث حوالي 20% من الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء لديهم قصة عائلية للاصابة بالمرض.
- عوامل عرقية:حيث يعتقد أنّ مرض التهاب الأمعاء أكثر شيوعاً عند الأشخاص البيض، وعند اليهود الأشكنازيين.
- عوامل جينية:حيث أنّه في عام 2006 تمّ تحديد أول جين مرتبط بداء كرون وهو جين (NOD 2).
- أسباب مناعية ذاتية:حيث أنّه يمكن لجهاز المناعة أن يهاجم أنسجة الجسم نفسها، فيحدث استجابة مناعية تسبب ضرر في جدار الأمعاء، ممّا يؤدي لظهور أعراض المرض.
انواع داء الأمعاء الالتهابي IBD
لداء الأمعاء الالتهابي IBD نوعان رئيسيان هما:
- التهاب القولون التقرحي:وهو مرض تقتصر اصابته على الأمعاء الغليظة أو القولون.
- داء كرون:وهو مرض يصيب أي جزء من جهاز الهضم بدءاً من الفم ووصولاً إلى فتحة الشرج، لكنّ الأكثر شيوعاً تواجده في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة، أو القولون، أو كليهما.
اعراض داء الأمعاء الالتهابي IBD
يعد داء الأمعاء الالتهابي IBD مرض مزمن حيث يمرّ المريض بفترات هجوع تليها فترات نكس وهكذا.
تتراوح الأعراض بين خفيفة إلى شديدة وتعتمد عادة على الجزء المصاب من الأمعاء، ولعلّ أهم الأعراض المصادفة هي:
- تقلصات وآلام في البطن.
- إسهال دموي.
- حمى.
- فقدان وزن.
- فقدان شهيّة.
- فقر دم وعادة ما يكون فقر دم بعوز الحديد.
المضاعفات
يمكن أن يؤدي داء الأمعاء الالتهابي IBD إلى عدة مضاعفات خطيرة، نذكر منها:
- انثقاب الأمعاء.
- تمزّق الأمعاء.
- انسداد الأمعاء وتضيّقها.
- النواسير: وهو مرض يصيب الأنسجة حول فتحة الشرج وهو أكثر شيوعاً في داء كرون منه في التهاب القولون التقرحي.
- قولون عرطل سمّي:وهو توسّع شديد في القولون مهدد للحياة ويُرى عادة في التهاب القولون التقرحي.
- سوء تغذية.
- سرطان القولون: وخاصة عند المصابين بالتهاب القولون التقرحي.
يمكن أن يؤثر داء الأمعاء الالتهابي IBD على أعضاء أخرى في الجسم غير جهاز الهضم، على سبيل المثال قد يعاني المصاب من أمراض جلدية أو عينية، وقد يضطرب الكبد والكلية، كذلك هشاشة عظام، ومن المحتمل الإصابة أيضاً بالتهاب مفاصل وهو الأكثر شيوعاً عند مرضى داء الأمعاء الالتهابي IBD.
اقرأ أيضاً: القولون العصبي .. أسبابه وعلاجه
تشخيص داء الأمعاء الالتهابي IBD
يُراجع المريض الطبيب بالأعراض المذكورة سابقاً فيقوم الطبيب بأخذ قصة سريرية شاملة، ثم طلب مجموعة من الفحوصات والاختبارات المختلفة التي تشمل:
- فحص البراز: لاستبعاد وجود أسباب بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية للإسهال، اضافة للبحث عن وجود آثار للدم لا ترى بالعين المجردة.
- فحص دم شامل CBC.
- فحص الشوارد والبروتين.
- سرعة التثفل ESR.
- فحص بروتين ارتكاسي CRP لمراقبة الحالة الالتهابية.
- صورة شعاعية بسيطة للبطن: نادراً ما تستخدم لكن يمكن للطبيب اللجوء إليها.
- صورة شعاعية ظليلة باستخدام حقنة من الباريوم.
- تصوير مقطعي CT.
- التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.
- الإيكو.
- تنظير القولون والمستقيم: لفحص الثلث الأخير من الأمعاء الغليظة بحثاً عن التقرحات والالتهابات والنزيف.
في التنظير يقوم الطبيب بأخذ خزعات من بطانة الأمعاء لإرسالها لمخبر التشريح المرضي حيث يعتبر أخذ الخزعة هو الاختبار المؤكد والحاسم لوجود داء الأمعاء الالتهابي IBD.
طالع أيضاً: القرحة المعدية .. أسبابها وعلاجها
علاج داء الأمعاء الالتهابي IBD
يقوم الطبيب بتعديل النظام الغذائي للمريض عادة، مع وصف مجموعة من الأدوية للتقليل قدر الإمكان من حدوث النوبات والأعراض، وإحداث الهجوع لأطول فترة ممكنة.
قد يقترح الطبيب أيضاً تقليل كمية الألياف أو منتجات الألبان، وينصح بالاعتماد على الوجبات الصغيرة، والمتكررة، مع تجنب الأطعمة التي تسبب تهيج الأمعاء، بالإضافة لمكملات الفيتامينات.
كذلك ينصح عادة بتخفيف التوتر والقلق وممارسة التمارين الرياضية بانتظام قدر الإمكان.
أمّا بالنسبة للعلاج الدوائي فيتم استخدام الادوية الأقل ضرراً مع مراعاة التدرج بإعطاء الأدوية وجرعاتها، فعادة يبدأ بالأدوية المضادة للالتهابات مثل الأمينوساليسلات وهي أدوية تشبه الأسبرين وأشهرها السلفاسالازين.
كما يمكن تناول الميزالامين عن طريق الفم أو على شكل تحاميل أو حقن شرجية، وهي كذلك أدوية مضادة للالتهابات تخفف من أعراض النوبة.
قد يصف الطبيب أيضاً أدوية مضادة للإسهال ومضادات التشنج ومثبطات الحمض.
بالنسبة لمرضى داء كرون، وخاصة المصحوب بمضاعفات كالنواسير أو الانتان، يصف الطبيب عادة مضاد حيوي يستخدم مع الأدوية الأخرى الموصوفة، حيث أن المضادات الحيوية لا توصف في حالات التهاب القولون التقرحي.
والجدير بالذكر وجود بعض الحالات التي يتم فيها وصف (الكورتيكوستيروئيد) مثل حالات النوبة الجلدية.
ويعرف الكورتيكوستيروئيد بأنه مضاد التهاب سريع المفعول له آثار جانبية على المدى الطويل لذلك فهو لا يستخدم في كورس العلاج لفترة طويلة.
في حال فشل الكورتيكوستيروئيد أو تطلب الأمر استخدامه لفترة طويلة، يستعاض عنه بالعوامل المعدلة للمناعة وهي أدوية تستهدف جهاز المناعة، الذي يطلق مواد كيميائية تخفف التهاب جدران الأمعاء مثل الآزاثيوبرين والميتوتريكسات.
كما يعتقد أن للعلاجات البيولوجية دور جيد خاصة في داء كرون المتوسط والشديد، عندما تكون الأدوية السابقة غير فعالة، أشهرها الأنفلكيسيماب.
العلاج الجراحي
يعتمد العلاج الجراحي لمرض داء الأمعاء الالتهابي IBD على طبيعة المرض، فعلى سبيل المثال التهاب القولون التقرحي يمكن علاجه بالجراحة، لأن المرض يقتصر على القولون، فبمجرد إزالة القولون لا يعود المرض مرة أخرى.
أما في داء كرون فالجراحة ليست وسيلة ناجعة، كون المرض منتشر في كافة السبيل الهضمي، والجراحة المفرطة تزيد مشاكل المرض، ولا تخففها.
الخيارات الجراحية المتاحة للأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي تعتمد على عدة عوامل مثل:
- مدى انتشار المرض.
- عمر المريض.
- صحة المريض العامة.
أما خيارات الجراحة فتشمل:
- استئصال المستقيم والقولون بالكامل مع فغر اللفائفي.
- إزالة القولون فقط ومفاغرة اللفائفي.
وأخيراً وجب التنويه بأنه على الرغم من أن الجراحة لا تعالج داء كرون كما ذكرنا سابقاً، إلا أن حوالي 50% من المصابين يخضعون لعملية جراحية!!!
وهنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا حول داء الأمعاء الالتهابي IBD وأسبابه وعلاجه، متمنين أن ينال إعجابكم ودمتم بألف خير وصحة.
مقالات قد تهمك:
للمزيد تفضلوا بزيارة:
موقعنا على الويب.
صفحتنا على الفيسبوك.
صفحتنا على الانستغرام.
قناتنا على التلغرام.
صفحتنا على التويتر.
قناتنا على اليوتيوب.
قناتنا على التيك توك.