يتألف الجلد من طبقة خارجية عليا تسمى البشرة، ومن طبقة داخلية عميقة تدعى الأدمة. تعمل البشرة كحاجز ميكانيكي يدافع عن الجسم و يعمل على الوقاية ضد العوامل البيئية المؤثرة. ومن هذه العوامل هي أشعة الشمس لكن على الرغم من ذلك فإن هذه الأشعة وتحديداً الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تؤدي إلى حروق الشمس. رغم التحذيرات الصحية حول أضرار أشعة الشمس، لا يزال الكثير يعرّض بشرته لأشعة الشمس الحارقة. حيث أكثر من ثلث البالغين وحوالي 70% من الأطفال أُصيبوا بحروق الشمس خلال العام الماضي. وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض، يمكن أن تسبب سنوات التعرض المفرط للشمس إلى ظهور التجاعيد المبكرة. وناهيك عن أنها تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الجلد.
سبب حروق الشمس
حروق الشمس عبارة عن تلف في الجلد بسبب التعرّض لأشعة الشمس فوق البنفسجية (UV). أي أنه عندما تتعرض البشرة لأشعة الشمس لفترة من الوقت، فإنها تحترق وتتحول إلى اللون الأحمر وتتهيج. بينما تحت الجلد تصبح الأمور أكثر تعقيداً. توضيحاً لما سبق إن الشمس تعطي ثلاث أطوال موجية من الأشعة فوق البنفسجية وهي:
- UVA.
- UVB.
- UVC.
لا يصل ضوء UVC إلى سطح الأرض بينما النوعين الآخرين يخترقان البشرة مما يُحدث تلف الجلد. استناداً على ما سبق تكون حروق الشمس هي العلامة الأكثر وضوحاً عند الجلوس بالخارج لفترة طويلة بينما أضرار أشعة الشمس لا تكون مرئية دائماً. يمكن للأشعة فوق البنفسجية أن تغيّر الحمض النووي الخاص بالفرد مما يؤدي إلى شيخوخة الجلد المبكرة. ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي تلف الحمض النووي إلى الإصابة بسرطانات الجلد بما في ذلك سرطان الجلد القاتل. بالإضافة لما سبق ذكره تختلف حروق الشمس حسب : نوع البشرة، شدة الشمس ومدة التعرض لأشعة الشمس. حيث يميل الأشخاص ذوو البشرة الفاتحة إلى الإصابة بحرق الشمس بسرعة أكبر لكن بالتأكيد يمكن أن يحترق الجلد البني أو الأسود. ولكن قد تصعب رؤية الحروق على البشرة الداكنة. إلا أنه بالتأكيد لا زالت تسبب أضراراً كبيرة مثل التجاعيد وفرط التصبغ وغيرها.
علامات حروق الشمس
من البديهي أن تتألم البشرة وقد تبدو حمراء، وذلك حسب لون البشرة. بعد أيام قليلة يبدأ الجلد بالتقشير مع الشعور بالحكة وقد تتكون فقاقيع أيضا حيث يحاول الجسم هنا التخلص من الخلايا المتضررة والتالفة. بينا في الحروق الشديدة جداً قد تتحول إلى ضربة شمس وتؤدي إلى الشعور بالغثيان والتعب والضعف وممكن أن تؤدي إلى الإغماء.
متى يجب الاتصال بالطبيب؟
قد يتمكن المصاب من علاج الحروق بنفسه. لكن هناك علامات خطرة تستدعي الاتصال بالطبيب على الفور. وهي:
- حمى تصل إلى 39 درجة مئوية أو أعلى.
- صداع.
- قشعريرة.
- ألم حاد.
- بثور حروق تغطي 20% أو أكثر من الجسم. مثل الصدر والبطن بالكامل.
- جفاف الفم أو العطش.
- انخفاض التبول.
- الدوخة أو الإرهاق.
- أي علامة أو نتوء أو شامة تتغير أو تنزف أو تنمو. في هذه الحالة قد يكون سرطان الجلد والذي غالباً ما يمكن علاجه عندما يتم اكتشافه مبكراً.
أقرأ أيضاً: الأكزيما
علاج حروق الشمس
ان علاج الحروق يعتمد على ناحيتين، الأولى هي تخفيف احمرار الجلد الملتهب والثانية تخفيف الألم. يوجد بعض العلاجات المنزلية للحروق وهي:
- الكمادات: من خلال وضع كمادات باردة على البشرة أو أخذ حماماً بارداً لتهدئة الحرق.
- كريمات أو جل لعلاج الحكة: وذلك عن طريق فرك الكريم أو الجل بشكل لطيف ويجب أن يحتوي على مكونات مثل المنثول أو الكافور أو الصبار. حيث يعمل الصبار على تهدئة الجلد التالف لأنه مضاد للالتهاب وقد يمنع الحروق من التعمق. إن لم يتوافر أي من هذا يمكن استخدام كريم مرطب لا يحوي كحول.
- شرب الكثير من السوائل والماء لتجنب الإصابة بالجفاف.
- الابتعاد عن الشمس إلى حين شفاء الحروق.
طرق الوقاية
فيما يلي بعض النصائح والطرق للحفاظ على سلامة البشرة عند التواجد بالخارج:
- تكون أشعة الشمس في أقوى حالاتها بين ال10 صباحاً وال4 مساءً. لذلك في حال عدم التمكن من البقاء في المنزل خلال هذه الفترة الزمنية، يجب استخدام المظلة.
- ارتداء الملابس المناسبة: عند التواجد تحت أشعة الشمس يجب ارتداء الملابس الواقية مثل: قبعة عريضة الحواف، سروال وقميص بأكمام طويلة والنظارات الشمسية التي تحمي من الأشعة فوق البنفسجية.
- استخدام واقي شمس: يجب تغطية اي منطقة مكشوفة من الجلد بكمية كافية من الواقي. بما لا يقل عن أونصة واحدة من واقي الشمس واسع الطيف. اي أنه واقي يحمي من الأشعة UVA و UVB. بالإضافة لما سبق يجب أن يحتوي الواقي على عامل حماية من الشمس (SPF) لا يقل عن 30. بالإضافة لذلك يجب وضع الواقي قبل الخروج ب 30 دقيقة. واستخدامه حتى في الأيام الملبدة بالغيوم. لأن الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تخترق الغيوم. يجب إعادة تطبيق الكريم الواقي كل ساعتين.
- عند وضع المكياج يجب وضع واقي الشمس أولاً ثم كريم الأساس. أو استخدام كريم أساس يحتوي في حد ذاته على واقي الشمس واسع الطيف.
- يجب أن يتحدث المريض مع الطبيب عن الأدوية التي يتناولها. حيث يمكن لبعض المضادات الحيوية وأدوية السكري ومضادات الاكتئاب أن تجعل الجلد أكثر حساسية للشمس. ويمكن لبعض الأدوية التي توضع على البشرة بما في ذلك رينوفا و ريتين-أ أن تجعل البشرة حساسة للغاية وتسبب حرقها بسرعة.
طالع أيضاً: علاج الحروق
كيفية التعامل مع حروق الشمس
يمكن أن تحترق البشرة إذا تعرض الشخص للكثير من أشعة الشمس دون حماية مناسبة مثل الملابس أو الواقي. للمساعدة في التئام أو تهدئة الجلد اللاذع أول شيء يجب فعله هو الابتعاد عن الشمس والعودة للمنزل. بمجرد التواجد بداخل المنزل يجب تطبيق نصائح طبيب الجلدية لتخفيف الانزعاج. ومنها:
- أخذ حمامات باردة متكررة للمساعدة في تخفيف الألم. عند الخروج من حوض الاستحمام يجب تجفيف الجسد برفق مع ترك القليل من الماء على البشرة.
- استخدام مرطب بعد الاستحمام يساعد على حبس الماء في البشرة. هذا يمكن أن يساعد في تخفيف الجفاف.
- استخدام مرطب يحوي على الصويا أو الصبار للمساعدة في تهدئة الجلد المصاب بحروق الشمس.
- في حال الشعور بعدم الراحة في منطقة معينة بشكل خاص. من الممكن استخدام كريم هيدروكورتيزون وهو متاح بدون وصفة طبية.
- لا تعالج حروق الشمس بمنتجات (caine) مثل Benzocaine. لأنها قد تهيج الجلد أو تسبب رد فعل تحسسي.
- تناول الأسبرين أو الأيبوبروفين للمساعدة في تقليل الاحمرار والتورم وعدم الراحة.
- شرب المزيد من الماء. إن حروق الشمس تسحب السوائل إلى سطح الجلد بعيداً عن باقي أجزاء الجسم. بالتالي شرب المزيد من الماء يساعد على منع التجفاف.
- في حال ظهور البثور على الجلد يجب تركها وعدم لمسها حتى تُشفى. يجب ألا تُفقع البثور حيث تتشكل البثور لمساعدة البشرة على التئامها والحماية من العدوى.
- الحرص على حماية المنطقة المصابة بالحرق أثناء التعافي. يجب ارتداء ملابس تغطي البشرة عند التواجد بالخارج. يمكن معرفة نوع القماش المنسوج بإحكام عن طريق وضعه بالضوء الساطع حيث يجب ألا يُرى أي ضوء يمر.
إلى هنا نكون قد وصلنا وإياكم إلى ختام مقالنا حول حروق الشمس وأسبابه وعلاجه. نرجو أن نكون قدمنا المعلومات بشكل مبسط ومفيد. دمتم بصحة وعافية.
مقالات قد تهمك أيضاً:
للمزيد من المعلومات والمقالات الطبية تابعونا على:
الفيسبوك من هنا
التلغرام من هنا
الانستاغرام من هنا
التويتر من هنا
التيك توك من هنا