الكبد هو أحد أهم الأعضاء في الجسم، فهو يقوم بأكثر من 500 وظيفة حيوية، منها تنظيف الدم من السموم والفيروسات وإنتاج الصفراء وتخزين الطاقة، كما أنه يستطيع إعادة بناء نفسه حتى لو فقد ثلثي حجمه. بالرغم من هذه الميزة إلا أن هناك العديد من الأمراض التي تهدد صحة الكبد والحياة. أحد هذه الأمراض هو التهاب الكبد الذي سيكون موضوع مقالنا، حيث سنتعرف أنواعه وأسبابه وطرق التشخيص والعلاج المختلفة، كما سنتعرف مضاعفات هذا المرض وطرق الوقاية منه. تابعوا معنا.
التهاب الكبد الفيروسي
هو التهاب في النسيج الكبدي مُسبب من قبل فيروس. له خمسة أنواع لكن الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة هي الأنواع A،B،C. توجد بعض الأعراض المتشابهة لكن العلاجات تكون مختلفة. وأنوعه هي:
- التهاب الكبد A: هذا النوع لا يسبب عدوى طويلة الأمد ولا يسبب مضاعفات عادةً. يتعافى الكبد بغضون شهرين تقريباً ويمكن منعه باللقاح.
- التهاب الكبد الوبائي B: يتعافى معظم المصابين بهذا النوع في غضون 6 أشهر. على الرغم من ذلك، فإنه يسبب أحياناً عدوى طويلة الأمد قد تتلف الكبد. في حال أصبت بالمرض فيمكنك نشر الفيروس حتى لو لم تشعر بالمرض. يمكن تجنب الإصابة عن طريق اللقاح.
- التهاب الكبد الوبائي C: لا يعاني معظم المصابين بهذا النوع من الأعراض. يصاب 80% من المرضى بعدوى طويلة الأمد. كما يمكن أن يؤدي أحياناً إلى تلف الكبد. لا يوجد لقاح وقائي لهذا النوع.
- التهاب الكبد D: بالنسبة للنمط D فتحدث الإصابة به فقط في حال الإصابة السابقة بالنمط B، ويجعل هذا المرض أكثر حدة. كما يمكن أن ينتقل إلى الطفل من أمه المصابة ومن خلال الجنس.
- التهاب الكبد E: ينتشر النمط E في آسيا وأفريقيا والهند والمكسيك بشكل رئيسي. أما الحالات القليلة التي تظهر في الولايات المتحدة فتكون ناتجة عن الأشخاص الذين يعودون من بلد ينتشر فيه المرض. هذا النمط شبيه بالنمط A، حيث تحدث الإصابة عادةً عن طريق تناول أو شرب شيء يحوي الفيروس.
طرق العدوى بالتهاب الكبد الفيروسي
ينتقل الفيروس المسبب لالتهاب الكبد من الشخص المصاب للشخص السليم عبر عدة طرق، إلا أنها تختلف من نمط لآخر، وفق لاآتي:
العدوى بالتهاب الكبد A
الطريقة الرئيسية للإصابة به هي عند أكل أو شرب شيء يحوي فيروس الكبد A. يحدث ذلك كثيراً في المطاعم، مثل عامل مصاب لم يغسل يديه بعد استخدام الحمام، ثم لمس الطعام، فقد ينقل إليك المرض.
الأطعمة أو المشروبات التي تشتريها من السوبر ماركت قد تسبب المرض أيضاً. الأكثر عرضةً للتلوث هي :
- الثلج والماء.
- الخضار والفواكه.
- المحار.
يمكن أن تلتقط أو تنشر الفيروس إذا كنت تعتني بطفل ولم تغسل يديك بعد تغيير الحفاض. يحدث هذا مثلاً في مركز الرعاية النهارية.
من الطرق الأخرى للإصابة بهذا النوع أيضاً ممارسة الجنس مع شخص مصاب به.
العدوى بالتهاب الكبد B
يعيش الفيروس المسبب في الدم والسائل المنوي والسوائل الأخرى في الجسم. عادة ما تحدث الإصابة نتيجة ممارسة الجنس مع شخص مصاب.
يمكن الإصابة به أيضاً عن طريق:
- مشاركة الإبر المتسخة.
- الاتصال المباشر مع دم مصاب أو سوائل جسم شخص مصاب، على سبيل المثال مشاركة شفرة الحلاقة أو فرشاة الأسنان.
- لمس القروح المفتوحة لشخص مصاب.
إذا كنتِ مصابةً بهذا النوع فمن المحتمل أن تنتقل العدوى لطفلك الذي لم يولد بعد. وعند ولادة طفل مصاب سيحتاج للعلاج في أول 12 ساعة بعد الولادة.
العدوى بالتهاب الكبد C
كما في النمط B، يمكن حدوث الإصابة عن طريق مشاركة الإبر أو ملامسة الدم المصاب. كذلك عن طريق ممارسة الجنس مع شخص مصاب، لكن هذه الطريقة أقل شيوعاً.
بالإضافة إلى ذلك، فيمكن أن ينتقل المرض إلى الطفل حديث الولادة في حال كانت الأم الحامل مصابة. رغم أن ذلك نادر الحدوث.
لابد من الإشارة إلى وجود الكثير من الإشاعات حول كيفية الإصابة بالتهاب الكبد C، لذلك علينا أن نوضح أن هذا النمط لا ينتشر عن طريق الماء والطعام (مثل النمط A). كما أنه لا ينتشر بالقيام بأي مما يلي:
- تعانق.
- عطاس أو سعال.
- تقبيل.
- تقاسم ملاعق أو شوك أو سكاكين.
اقرأ أيضاً: الغذاء الصحي للطفل
أعراض التهاب الكبد
عند الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي، سيظهر عدد من الأعراض، ويعد اليرقان أشهرها، والذي يسبب اللون الأصفر للبشرة أو بياض العين. لكن ليس بالضرورة أن يصاب كل مريض التهاب كبد باليرقان. قد تشعر بأعراض شبيهة بالأنفلونزا كالتعب والضعف والمرض في المعدة. من الأعراض الشائعة:
- فقدان الشهبة.
- قيء وغثيان.
- حمى.
- آلام في المعدة.
- إسهال.
- حركات الأمعاء ذات اللون الفاتح.
- بول داكن.
يجب مراجعة الطبيب في أقرب وقت إذا كان لديك أي من هذه الأعراض. قد لا يعاني بعض الأشخاص من الأعراض أحياناً، ونسميهم مرضى لا عرضيين، لذا ستحتاج إلى إجراء اختبار للتأكد من الإصابة.
لكن، هناك بعض الاختلاف في الأعراض بين نمط وآخر، ولذلك علينا أن نوضح التالي:
أعراض التهاب الكبد A
تظهر الأعراض بعد 2 إلى 6 أسابيع عادةً من دخول الفيروس الجسم. وتستمر هذه الأعراض عادة لمدة أقل من شهرين، رغم أنها قد تمتد لـ 6 أشهر في بعض الأحيان.
من العلامات التحذيرية التي قد تشير للإصابة:
- تعب.
- حمى.
- قيء أو غثيان أو ألم في البطن.
- البول الداكن أو حركات الأمعاء بلون الطين.
- اصفرار البشرة أو العين (يرقان).
- ألم المفاصل.
أعراض التهاب الكبد B
هي نفسها في النمط A، وعادةً تظهر بعد 3 أشهر من الإصابة، ورغم ذلك من الممكن أن تظهر في أي وقت بين 6 أسابيع إلى 6 أشهر بعد ذلك.
قد تكون الأعراض خفيفة أحياناً و تستمر بضعة أسابيع فقط. قد يبقى الفيروس في الجسم عند بعض الأفراد ويؤدي إلى مشاكل في الكبد على المدى الطويل.
أعراض التهاب الكبد C
تماثل الأعراض المبكرة المشاهدة في النمطين السابقين، وعادةً ما تظهر بعد 6 إلى 7 أسابيع من دخول الفيروس. يمكن ملاحظتها في أي مكان من أسبوعين إلى 6 أشهر بعد ذلك.
يختفي الفيروس لوحده دون علاج عند حوالي 25% من المصابين بالنمط C، لكن في حالات أخرى، فقد يستمر لسنوات ويسبب ضرر كبير في الكبد.
لابد من التنويه إلى أن جميع أنواع التهاب الكبد يمكن أن تنتشر حتى لو لم تظهر علامات الإصابة بالمرض.
اقرأ أيضاً: قصور الغدة الدرقية.
تشخيص التهاب الكبد
يُشخِص الطبيب التهاب الكبد بناءً على الفحص السريري وعدد من فحوصات دم لمعرفة ما إذا كان لديك التهاب من نوع A أو B أو C أو نوع آخر يسمى D. تظهر نتائج الاختبار في غضون أيام قليلة. لذا عليك مراجعة الطبيب المختص فور إحساسك بأي من الأعراض السابقة.
تتحسن بعض الأنواع عفوياً. في حين يتحول بعضها الآخر لحالات مزمنة ويمكن أن تسبب تلف الكبد وسرطان الكبد. إذا شك الطبيب بوجود إصابة بالنمط B أو C المزمن، فسيقوم بأخذ خزعة من الكبد ثم إرسالها لمخبر التشريح المرضي للتحقق من تلف الكبد.
كلما أسرعت في اختبارك للبحث عن التهاب كبد مزمن، كلما زادت فرصك لتقليل أو إيقاف الضرر المسبب بالفيروس.
الكثير من المصابين بالنمط C لا يعانون من أعراض، لذلك فهم لا يعرفون أنهم مصابون. لذا فمن الضروري للغاية رؤية الطبيب لإجراء الفحوصات.
الأشخاص الذين يوصى بإجراء اختبار التهاب الكبد C المزمن لهم:
- المولدين من عام 1945 حتى 1965.
- إجراء عمليات نقل دم أو زرع أعضاء قبل عام 1992.
- أخذ أدوية عامل تخثر دم قبل عام 1987.
- قام بإجراء غسيل كلى لسنوات عديدة.
- مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب.
- أجرى حقناً بالعقاقير المحظورة ولو لمرة واحدة.
- لديه تعرض معروف للنمط C (مثلاً عامل رعاية صحية أصيب بإبرة تحوي دم ايجابي التهاب الكبد C أو تلقى عضواً أو نقل دم من متبرع مصاب).
- طفل مولود لأم مصابة.
طالع من هنا: القولون العصبي
علاج التهاب الكبد
يختلف علاج التهاب الكبد باختلاف النمط الفيروسي المسبب، وسشرح ذلك وفق الآتي:
في حال كنت مصاباً بالنمط A، سيفحص الطبيب بعناية جودة عمل الكبد، لكن لا توجد علاجات متاحة.
بينما في التهاب الكبد B يوجد العديد من الأدوية المعالجة طويل الأمد، مثل:
- إنتكافير (باراكلود).
- أديفوفير (هيبسيرا).
- لاميفودين (Epiver HBV).
- الانترفيرون.
- بيجيلاتد إنترفيرون (بيغاسيس).
- تينوفوفير (فيريد).
- تيلبيفودين (تيزيكا).
في حال كنت مصاباً بالتهاب الكبد B طويل الأمد، فهذا يعني أنك حامل للمرض، وبالتالي يمكنك نقل الفيروس للآخرين.
أما عن التهاب بالتهاب الكبد C، يمكن للأدوية التي تحمل اسم مضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر (DAA) أن تعالج المصابين بهذا النمط. إذا لم تتلق علاجاً من قبل، فقد يقترح الطبيب هذه الأدوية لمعالجة مثل:
- جليكابريفير بيبرنتاسيفير (مافيريت).
- ليديباسيفير سوفوسبوفير (هارفوني).
- Elbasvir-Grazoprevir (Zepatier).
- Ombitasvir-paritaprevir-ritonavir-dasabuvir (فيكيرا باك).
- سوفوسبوفير (سوفالدي).
- سيمبريفير (اوليسيو).
- سوفوسبوفير-فيلباتاسفير (إيبكلوس).
كما يوجد لقاحات تقي من الإصابة بالنمطين A وB لكن لا يوجد لقاح ضد النمط C.
يوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية (CDC) بإعطاء لقاحات التهاب الكبد A وB لجميع الأطفال. أما البالغين، فيجب تطعيمهم إذا سافروا إلى بلد ينتشر المرض فيه أو إذا كانوا معرضين لخطر الإصابة بالمرض.
يجدر بالذكر أنه من الممكن أن يعيش فيروس النمط A لعدة أشهر خارج الجسم. بينما يعيش الفيروس من النمط B لمدة 7 أيام على الأقل يبقى قادراً على التسبب في العدوى.
أما بالنسبة للنمط C فيمكن أن يعيش على أسطح المنازل والعيادة لمدة 6 أسابيع في درجة حرارة الغرفة. كما يمكنه العيش لمدة 4 أيام على الأقل في الهواء الطلق.
الوقاية من العدوى بالتهاب الكبد
إذا كانت الإصابة من النمط A، فأفضل ما يمكن القيام به هو غسل اليدين كثيراً. وهذا يبقي الطعام والشراب خالياً من الفيروس.
أما في حالات النمطين B وC، فيجب إيجاد طرق تمنع الآخرين من الاتصال بدمك. أفضل النصائج لذلك:
- تجنب مشاركة ماكينة الحلاقة أو فرشاة الأسنان أو مقص الأظافر.
- تغطية الجروح أو البثور.
- التخلص بعناية من الضمادات والسدادات القطنية والأنسجة والمناديل الصحية المستعملة.
- تنظيف الأشياء بالمبيض المنزلي والماء إذا لامسها دمك.
- عدم التبرع بالدم أو الحيوانات المنوية أو الأعضاء.
- تجنب الإرضاع إذا كانت الحلمات متشققة أو كانت تنزف.
- عدم مشاركة الإبر أو غيرها من المعدات الواخزة
إلى هنا نكون قد وصلنا لختام مقالنا، وبعد أن تعرفنا بالتفصيل إلى مرض التهاب الكبد بأنواعه المختلفة وطرق العلاج والوقاية والتشخيص، نتمنى لكم دوام الصحة والعافية.
مقالات قد تهمك:
بإمكانكم متابعتنا على مواقع التواصل الاجتماعي: