يعد تساقط الشعر أمراً مزعجاً للكثير من الرجال والنساء خصوصاً من الناحية الجمالية، إضافة لذلك فهو قد يشير أحياناً إلى سبب مرضي، علماً أنَّ الشعر ينمو في كلّ أجزاء الجسم إلّا أنّه يستثنى من هذه القاعدة راحة اليدين وأخمص القدمين وباطن الجفن.
تتكون الشعرة عموماً من بروتين الكيراتين والذي يتم إنتاجه ضمن بصيلات الشعرة الواقعة في الطبقة الخارجية لجلد الإنسان، ويبلغ متوسط عدد الشعر لدى البالغ حوالي 100_150 ألف شعرة ويخسر الإنسان يومياً مايقارب 100 شعرة وهذا أمر طبيعي.
وفي مقالنا هذا سنتناول أسباب تساقط الشعر وأنواعه، وماهي أعراضه وكيف يمكن أن نعالجه، وهل من طريقةٍ لنحمي شعرنا من التساقط؟ فابقوا معنا.
ما هو تساقط الشعر
يمكن اعتبار تساقط الشعر أمراً يدعو للانتباه عندما يحدث بوتيرة سريعة أو عندما تكون كمية الشعر المفقود كبيرة.
لابدّ من الإشارة إلى وجود أنواع متنوعة لتساقط الشعر وتتضمن الأنواع الأكثر شيوعاً ما يلي:
- الثعلبة الأندروجينية: أو ما يدعى بالصلع وهي حالة وراثية تصيب كلا الجنسين وتختلف بأوقات ظهورها، فلا تصيب الإناث قبل سن الأربعين على عكس الرجال والتي تبدأ معهم في سن المراهقة أو ببداية العشرينات. يعاني الرّجال المصابون بهذا النوع من اختفاء تدريجي وانحسار لخط الشعر من منطقة التاج وفروة الرأس الأمامية، على عكس الإناث حيث يتساقط الشعر في جميع أجزاء الفروة وبشكل خاص في منطقة التاج.
- الثعلبة اللاإرادية: ترتبط بتقدم العمر وهي حالة طبيعية، حيث يدخل عدد أكبر من بصيلات الشعر في مرحلة الراحة.
- الثعلبة البقعية: تتميز بأنها تحدث بشكل مفاجئ ويحدث فيها تساقط الشعر بشكل غير كامل وتصيب الأطفال والشباب. تجدر الإشارة إلى أنه يحدث شفاء عفوي من هذه الثعلبة في غضون سنوات قليلة، ولكن أحياناً نلاحظ أنها قد تتطور إلى الثعلبة الكلية أو مايدعى بالصلع الكامل.
- الثعلبة الكاملة: وهو تساقط الشعر في كل أجزاء الجسم متضمنةً شعر الحاجب والرموش والعانة.
- تساقط الشعر الكربي: يكون مؤقتاً ويحدث بسبب التبدلات على دورة نمو الشعر، وتدخل كثير من الشعيرات في مرحلة الراحة.
- هوس نتف الشعر: وهو اضطراب نفسي يقوم فيه الشخص بشدّ شعره إلى أن يتساقط. يلاحظ ظهوره عند الأطفال.
- داء الثعلبة الندبي: ويعني تساقط الشعر بشكل دائم، حيث تتشكل ندبات في بصيلات الشعر وتدمّر قدرتها على التجدد. ويعود سببه إما لأمراض التهابية في الجلد كحب الشباب والتهاب الجريبات والتهاب النسيج الخلوي، أو لاضطرابات جلدية كالذئبة أو الحزاز المسطح أو بسبب ربط الشعر وشدّه بشكل مبالغ فيه.
أسباب تساقط الشعر
يمكن ملاحظة العديد من العوامل التي قد تؤثر على تساقط الشعر مثل:
- الوراثة: من الأبوين وترفع قابلية إصابة الفرد بالصلع الذكري أو الأنثوي.
- الأدوية: مثل حاصر بيتا الأدرينالي لضبط الضغط، أو العلاج الكيماوي والشعاعي من أجل السرطانات، أو حبوب منع الحمل. وهنا يعود الشعر لنموّه بعد إيقاف الدواء المسبب.
- الهرمونات: مثل اضطراب مستويات الأندروجين سواء لدى الذكور أو الإناث.
- التوتر النفسي والولادة والمرض: كالإصابة بالسعفة وهي ناجمة عن عدوى فطرية، وأمراض الغدة الدرقية وفقر الدم والسكري.
- أمراض المناعة الذاتية: كداء الثعلبة ويحدث هنا تساقط الشعر بسبب تفعيل جهاز المناعة ومهاجمة بصيلات الشعر. على الرغم من أنَّ المصابين بالثعلبة البقعية يعود الشعر للنمو لديهم بعد فترة زمنية معينة، إلا أنه قد يكون أفتح وأقل كثافة قبل أن يعود لطبيعته الكاملة.
- الإجراءات التجميلية: كصبغ الشعر أو استعمال أجهزة التصفيف ذات الحرارة العالية أو غسيله المتكرر بالشامبو. كل ماسبق يؤدي في النهاية إلى تلف وتكسير للشعر. يعود الشعر هنا إلى وضعه الطبيعي بعد إزالة المسبّب مالم يحدث تندّب للبصيلات.
- اتباع حمية معينة: يمكن أن يسبّب النظام الغذائي منخفض البروتين بشدّة سقوط الشعر بشكل مؤقت.
علامات تساقط الشعر
لابدّ من الإشارة إلى أنّه في الحالة الطبيعية تملك كل بصيلة شعرة دورة حياة خاصة بها قبل أن تتساقط، والتي تتأثر بمجموعة من العوامل المختلفة كالمرض أو التقدم في السن أو الحالة النفسية.
يمكننا أن نفصل دورة حياة بصيلة الشعرة إلى ثلاث مراحل متتالية وهي:
- Anagen: ينمو الشعر في هذه المرحلة بوتيرة سريعة ويستمر من 2 إلى 8 سنوات.
- Catagen: وتدعى هذه المرحلة بمرحلة النمو الانتقالي وتستمر من 2 إلى 3 اسابيع.
- Telogen: وهي المرحلة الأخيرة وتسمى بمرحلة الراحة وتستمر من 2 إلى 3 أشهر، وفي نهايتها تسقط الشعرة لتبدأ دورة نمو جديدة.
على العموم تختلف علامات تساقط الشعر بين الرجال والنساء والأطفال ونجد عند الرجال مايلي:
- انحسار خط الشعر.
- شعر رقيق على فروة الرأس.
- نمط انحسار للشعر على شكل حدوة الحصان يترك تاج الرأس مكشوفاً.
بينما تكون الأعراض لدى الأطفال والشباب ما يلي:
- فقد كامل لشعر الجسم.
- فقد مفاجئ لبقع من الشعر.
- ملاحظة مناطق من الشعر المكسور وتساقط كامل للشعر على فروة الرأس أو الحاجبين.
- تساقط شعر كثيف لايصل إلى مرحلة الصلع الدائم، ويحدث بعد الكثير من الأمراض وفقر الدم والتوتر النفسي وفقد الوزن السريع.
نلاحظ أيضاً علامات تساقط الشعر لدى الإناث على شكل ترقق وتساقط لشعر فروة الرأس عموماً ومنطقة التاج بشكل خاص.

علاج تساقط الشعر
يُستخدم لعلاج تساقط الشعر العديد من الخطوط الدوائية، منها:
- سيبرونولاكتون: يتم تناوله على شكل حب مرة إلى مرتين يومياً. يعمل على تثبيط عمل الهرمونات الذكرية في الجلد والتي قد تسبب تساقط الشعر، وقد يستعمل لعلاج تساقط الشعر ذي النمط الأنثوي.
- مينوكسيديل(روجين): يُطبق بشكل موضعي ويعمل على تحفيز نمو بصيلات الشعر، وأفضل ماتكون نتائجه عند البدء به بسن صغيرة، يستعمل لفترة زمنيه غير محددة حيث من الممكن عودة تساقط الشعر عند إيقاق استعماله. تجدر الإشارة إلى قلّة التأثيرات الجانبية له ولكن قد يحدث القليل من التهيج في الجلد، وهو متاح دون وصفة طبية.
- زراعة الشعر: يتم نقل بصيلات شعر نشطة إلى مناطق الصلع لبدء نمو شعر جديد. تجدر الإشارة إلى احتمال سقوط الشعر الذي تمّت زراعته ولكن يعود بعد ذلك للنمو بشكل طبيعي من البصيلات المزروعة.
- فيناستريد (بروبيكا): يحتاج إلى وصفة طبية ويستعمل لعلاج الصلع ذي النمط الذكوري. ويتم تناوله مرة إلى ثلاث مرات أسبوعياً، حيث يعمل عن طريق تثبيط عمل هرمون الذكورة الأكثر نشاطاً في الجلد والذي قد يسبب فقد للشعر. لابد من التنويه إلى أنّ الدواء قد يسبب تشوهات خلقية ولذلك يمنع استعماله لدى الحامل.
- الستيروئيدات القشرية: وتستعمل غالباً لعلاج داء الثعلبة وهو من اضطرابات المناعة الذاتية ويتراجع بشكل عفوي، إلّا أنه يمكن تسريع الشفاء من خلال حقن الستيروئيد مباشرة في مناطق التساقط أو استعمال قطرات ستيروئيد أيضاً. يمكن أن يكون العلاج هنا مؤلماً قليلاَ أو قد يحدث ترقق للجلد فوق مكان حقن الستيروئيد.
- ديفينسيبروني: يستعمل لتحفيز نمو الشعر في داء الثعلبة ويستعمل بشكل موضعي ولكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لم تعتمده بعد.
- دريثوكريم(أنثرالين): يطبّق بشكل موضعي ويستعمل لعلاج داء الثعلبة أيضاً ويعمل عن طريق شفاء الالتهاب في قاعدة بصيلات الشعر.
- المكملات الدوائية: مثل Viviscal أو Mutrafol وتساعد في تحفيز نمو بصيلات الشعر.
- مثبطات جانوس كيناز: مثل Olumiant لعلاج داء الثعلبة وتظهر نتائج مبشّرة.
اقرأ أيضاً: قصور الغدة الدرقية
الوقاية من تساقط الشعر
لابدّ من التنويه إلى عدم إمكانية عكس الصلع الذي يتطور بشكل طبيعي، ولكن يمكننا حماية الشعر من أمور كثيرة قد تسبب تلفه، مثل مجففات الشعر والصبغات والضفائر المشدودة وغيرها.
ولحماية الشعر علينا اتباع مايلي:
- اختيار منتجات غير مضرة: مثل استعمال شامبو مناسب لنوع الشعر، واستعمال فرشاة متوسطة الصلابة ذات أسنان طبيعية والتي تقلل من احتمالية تكسّر الشعرة.
- تقبل النفس والعيش بشكل طبيعي: فمن الأفضل الابتعاد عن كل مايسبب تلف الشعر وضرره، ولكن في حال عدم القدرة على التقيّد بذلك فحينها يجب منح الشعر فترات معينة بين الحين والآخر دون أن نستعمل مواداً ضارة له.
- استعمال فرشاة الشعر بطريقة صحيحة: حيث ينصح باستعمال مشط واسع الأسنان على شعر مبلول حصراً، ويجب أن يتم تمشيط الشعر بلطف من فروة الرأس إلى أطراف الشعر.
إلى هنا نصل إلى ختام مقالنا حول تساقط الشعر وكيفية علاجه وطرق الوقاية منه.
من فريق ميدويبيا نتمنّى لكم الصحة والعافية دوماً.
الفيسبوك من هنا.
التويتر من هنا.
الانستاغرام من هنا.
التلغرام من هنا.