يُعد قصور الغدة الدرقية أو مايسمّى بمرض خمول الغدة الدرقية، من الأمراض الشائعة في العالم، فهو يصيب 6% من الرجال و 10% من النساء.
تقع الغدة الدرقية في الجزء الأمامي السفلي من الرقبة، وتنتقل الهرمونات المُفرزة منها إلى الدم فتُحدث تأثيراً يشمل تقريباً كامل أعضاء الجسم.
إضافة لما سبق، تقوم الغدة الدرقية بعملية التمثيل الغذائي فتتحكم بكيفية استهلاك خلايا الجسم للطاقة المتاحة، وتؤثر بذلك على حرارة الجسم، ضربات القلب وغيرها.
لذلك في حال عدم إنتاج مايكفي من هرمون الغدة الدرقية سيحدث بطء في عمليات التمثيل الغذائي وانخفاض في طاقة الجسم.
ماهو قصور الغدة الدرقية؟ وماهي أعراضه؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟ لمعرفة الإجابة عن هذه الأسئلة تابعوا معنا..
ما هو قصور الغدة الدرقية
يعني نقصاً في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية لأسباب متعددة منها الدوائي أو الالتهابي، مما يؤدي إلى نقص في عمليات الاستقلاب الغذائي وانخفاض في طاقة الجسم.
لا بدَّ من التنويه إلى وجود ثلاث أنواع لقصور الغدة الدرقية:
- قصور الغدة الدرقية الأولي: يعني وجود مشكلة في الغدة الدرقية نفسها.
- قصور الغدة الدرقية الثانوي: حيث يحدث تداخل بين مرض آخر في الجسم مع وظيفة الغدة الدرقية فيسبب قصوراً لها.
- قصور الغدة الدرقية الثالثي: ويطلق على الدرق غير النشطة، ولاسيما إذا ترافقت مع مشكلة في منطقة ما تحت المهاد في المخ.
تجدر الإشارة إلى أن النساء ولاسيّما المتقدمات في السن أكثر عرضة للإصابة بقصور الغدة الدرقية من الرجال، إضافة إلى ذلك ترتفع نسبة الإصابة في حال كان أحد أفراد الأسرة مصاباً بأحد أمراض المناعة الذاتية.
تشمل عوامل خطر الإصابة بقصور الدرق مايلي:
- العرق ( كونه أبيض أو آسيوي).
- العمر ( مع التقدم في السن).
- متلازمة داون.
- أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد، والتهاب المفاصل الروماتوئيدي، وداء أديسون وغيرها …
طالع أيضاً: الناسور المريئي الرغامي ورتق المريء
ماهي أعراض قصور الغدة الدرقية
يمكن أن تكون أعراض قصور الغدة الدرقية غير واضحة المعالم أو يمكن أن تتشابه مع أمراض أخرى في الجسم.
تشمل الأعراض الشائعة مايلي:
- تغيرات في الدورة الشهرية.
- كآبة.
- إمساك.
- الجلد الجاف والشعر الجاف والحاصّة (الثعلبة).
- آلام العضلات والمفاصل وتيبّسها.
- نقص في عدد ضربات القلب.
- عدم تحمل البرد.
- زيادة الوزن غير المبررة أو صعوبة فقدان الوزن.
- ارتفاع نسبة الكولسترول في الجسم.
- مشاكل في الذاكرة.
- متلازمة نفق الرسغ.
أما في حال إصابة الأطفال بقصور الغدة الدرقية فقد تبقى دون أعراض أو قد تظهر الأعراض التالية:
- برودة اليدين والقدمين.
- إمساك.
- فتق سرّي.
- بطء في النمو.
- اليرقان.
- تورم اللسان.
- نعاس شديد والخمول.
أما الأعراض لدى المراهقين فتشمل:
- تأخر البلوغ.
- تأخر النمو وقصر القامة.
- النمو العقلي البطيء.
- نمو بطيء للأسنان الدائمة.
أسباب قصور الغدة الدرقية
جديرٌ بالذكر أنّ السبب الأكثر شيوعاً لقصور الغدة الدرقية هو التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو، ويُعرّف على أنه حدوث اضطراب في مناعة الجسم، حيث ينتج الجسم أضداداً تهاجم الخلايا المنتجة لهرمونات الغدة الدرقية وتدمّرها مما يسبب نقص في إنتاج الهرمونات. ولايفوتنا أن ننوه أنّ داء هاشيموتو أشيع لدى الإناث في منتصف العمر.
إضافةً إلى ماسبق تشمل بقية الأسباب الأخرى مايلي:
- العلاج الشعاعي لمنطقة الرقبة: يستعمل العلاج الشعاعي هنا من أجل علاج بعض أنواع السرطانات، هذا ماقد يؤدي إلى إتلاف خلايا الغدة الدرقية بسبب الإشعاع.
- العلاج باليود المشع: يوصف عادة هذا العلاج للأشخاص الذين يعانون من حالة فرط في نشاط الدرق، وعليه قد يسبب العلاج طويل الأمد باليود المشع حدوث قصور في الغدة الدرقية.
- العمليات الجراحية على الغدة الدرقية: قد تؤدي جراحة استئصال الدرق للإصابة بقصور الغدة الدرقية، وتجدر الإشارة إلى أنه في حال بقاء جزء من الغدة موجود فقد يعمل على إنتاج الهرمون الكافي لتلبية حاجات الجسم.
- نقص اليود في النظام الغذائي: تحتاج الغدة الدرقية إلى اليود لإنتاج هرموناتها، وعليه يجب أن يكون متوافراً في النظام الغذائي مثل ملح الطعام المعالج باليود والمحار وأسماك المياه المالحة والبيض ومنتجات الألبان.
- الحمل: يُدعى أيضا بالتهاب الغدة الدرقية التالي للوضع، وغالباً مايكون السبب غير معروف، ولتوضيح ذلك تعاني النساء المصابات بعد الحمل زيادة حادة في هرمونات الغدة الدرقية، يتبعها لاحقاً حدوث انخفاض حاد في الهرمونات وأخيراً تستعيد معظم النساء المصابات وظيفة الغدة الطبيعية بعد الولادة.
- مشاكل الغدة الدرقية بعد الولادة: يعاني بعض الأطفال بعد الولادة من عدم تطور الغدة الدرقية بشكلها السليم أو عدم عملها بشكلها الصحيح، هذا مايسمى بالتهاب الغدة الدرقية الخلقي. وتماشياً مع ماتمَّ ذكره، تقوم المستشفيات في الولايات المتحدة الأمريكية بإجراء مسح للأطفال بعد ولادتهم بحثاً عن هذا المرض.
ماهو علاج قصور الغدة الدرقية
تجدر الإشارة إلى أن علاج قصور الغدة الدرقية يجب أن يستمر مدى الحياة، وبناءً على ذلك يتضمن العلاج الأكثر شيوعاً استعمال الليفوتيروكسين، وهو دواء يشابه في شكله وعمله هرمون الغدة الدرقية (T4).
ولذلك، فإنَّ استعمال الجرعة الصحيحية من الدواء يجعل الفرد يشعر بتحسن سريري كبير.
يجب الأخد بالاعتبار بعض المعايير قبل وصف الدواء مثل :
- الوزن.
- مستويات هرمون الغدة الدرقية.
- العمر: فكلّما كان الشخص أكبر سنّاً أو كان مصاباً بمرض في القلب مثلاً، كان من الضروري البدء معه بجرعة دواء منحفضة ثم رفعها تدريجياً.
بناءا على ذلك، يعاد قياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية بعد البدء بتناول الدواء بحوالي ال 6 أسابيع وبناءً على النتائج يتم تعديل الجرعة عند استقرار مستوى هرمون الغدة الدرقية في الجسم يتم طلب فحص دم كل 6 أشهر إلى عام.
ملاحظات متعلقة بتناول الدواء
هناك مجموعة من النصائح والتي تساعد في الحصول على النتيجة الأمثل عند أخذ الدواء منها:
- التمسّك بنفس العلامة التجارية: وذلك لاحتواء أنواع مختلفة من أدوية هرمون الغدة الدرقية على جرعات متفاوتة قليلاً، والذي قد يؤثر على مستويات الهرمون في الجسم.
- اتباع أوقات محددة لتناول الدواء: لابدّ من التنويه أن تناول الدواء يجب أن يكون كل يوم وفي نفس الوقت، ولكن ينصح بتجنب أخذه في موعد تناول الطعام.
- نسيان تناول الدواء: في حال حدوث هذا الأمر، يجب أخذ الدواء بمجرد أن يتم تذكره حتى لو أدى ذلك إلى تناول حبتين في نفس اليوم، وتجدر الإشارة إلى ضرورة عدم إيقاف الدواء قبل استشارة الطبيب.
هل للعلاجات الطبيعية دور في قصور الغدة الدرقية؟
لايساعد تناول أطعمة معينة أو مكملات غذائية في السيطرة على قصور الغدة الدرقية، لكن يمكنها أن تخفف من التوتر والقلق وتجعل الفرد يشعر بتحسن سريري.
بناء على ماسبق فإن العلاج الطبيعي لايحل محل العلاج الدوائي بل هو مكمل ومساعد له فقط. ولابد من الإشارة إلى عدم وجود خطة خاصة لتناول الوجبات الغذائية من أجل السيطرة عليه.
ولذلك فمن الأفضل اتباع دليل الأكل الصحي الذي أوصت به الجمعية الامريكية لأطباء الغدد الصم، وينص على أن الغذاء الجيد يكون في التوازن، وينصح بعدم تناول كمية كبيرة من نوع محدد من الطعام.
لذلك ينصح بتناول أنواع متعددة من الخضار والفاكهة كالتوت والعنب نظراً لاحتوائها على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، وتناول المأكولات البحرية لاسيما الحاوية على أحماض دهنية مثل أوميغا3 مرتين في الأسبوع على الأقل. من زاوية أخرى يجب التقليل من الأطعمة الحاوية على دهون مشبعة كاللحوم الحمراء.
أيضاً، حريٌّ بنا التطرّق إلى بعض الأطعمة التي قد تؤثر على الغدة الدرقية منها:
- الصويا والقهوة: قد تقلّل من قدرة الجسم على الاستفادة التامة من الدواء الهرموني، ولكن لايجب تجنبها بشكل كامل بل فقط عندما يكون موعد تناول الدواء قريباً.
- الأعشاب البحرية: تحوي هذه الأطعمة على نسبة عالية من اليود، وعليه قد تؤثر النسبة المرتفعة منه على عمل الغدة الدرقية إلّا أن تناول هذه الأطعمة باعتدال يكون آمناً.
- اللفت والبروكلي والسبانخ: أيضاً تحوي هذه الأطعمة نسبة مرتفعة من اليود، وجدير بالذكر أنه لاداعي لتجنبها بشكل تام بل فقط تناولها باعتدال.
إلى هنا نصل وإياكم إلى ختام مقالناحول قصور الغدة الدرقية وأعراضه وأسبابه، عسى أن نكون قد وفِّقنا بإيصال المعلومه بشكل بسيط ومفيد. متمنين لكم دوام الصحة والعافية.
مقالات قد تهمّك أيضا .. التهاب الجيوب الأنفية