تُعد الكلى من الأعضاء النبيلة في جسم الإنسان وتقع على جانبي العمود الفقري أسفل عضلة الحجاب الحاجز، ومن الجدير بالذكر أنّ الكليتان قد يحصل فيهما بعض التبدلات والتي تؤدي إلى تشكل حصى الكلى، وهي عبارة عن حصيات ذات أحجام وأشكال مختلفة داخل الجهاز الكلوي.
وممّا يجعل الكلى مميزة عن بقية أجهزة الجسم وظيفتها في تأمين توزان واستقرار الناحية الديناميكية لجسم الإنسان، فهي تقوم بعملية تنقية أو “فلترة” للدم، يضاف إلى ذلك قيامها بإعادة امتصاص بعض المواد الهامة لجسم الإنسان كالغلوكوز والماء.
وسنتعرف في مقالنا هذا عن أسباب حصى الكلى وأنواعها وماتسببه من أعراض وكيف يمكن أن تشخص وتعالج فتابعوا معنا.
أسباب تشكل حصى الكلى
حصى الكلى عبارة عن جسم صلب يتشكل ضمن الجهاز الكلوي، وتتفاوت الحصى فيما بينها من حيث الحجم أو اللّون. حيث من الممكن أن يتراوح حجمها ما بين ذرات صغيرة تكاد ترى أو قد تكون أكبر من ذلك، وتأخذ حصى الكلى ألواناً مختلفة كالبنيّ أو الأصفر ويكون ملمسها إمّا ناعم أو خشن.
يجب التنويه أنَّ حصى الكلى يتشكل من اختلال التوازن بين السوائل والمعادن المختلفة، فعندما تزاد كمية المعادن أو تنقص كمية السوائل اللازمة لطرح هذه المعادن يحدث تراكم تدريجي لها مع الوقت وتتشكل الحصيات.
ممّا يمكن ملاحظته أنَّ حصى الكلى تصيب كلا الجنسين بشكل متفاوت، حيث نجد أن إصابة الذكور هي ضعف إصابة الإناث.
على العموم من الصعب تحديد السبب الدقيق وراء تشكل حصى الكلى، لأنّ العملية هذه تأخذ زمناً طويلة لتحدث وتعطي أعراضاً.
وتتضمن الأسباب الأكثر شيوعاً مايلي:
- ارتفاع نسبة المعادن وحمض اليوريك والأوكسالات في البول.
- نقص كمية الكالسيوم في الطعام أوتناول كمية زائدة من البروتين.
- استعمال بعض المكملات الغذائية كفيتامين C.
- الإصابة ببعض الأمراض كالنقرس، السكري، داء كرون، التهاب الكولون القرحي أو غيرها.
- تناول بعض الأدوية مثل ديازيد وهو مدر للبول يستعمل لعلاج ارتفاع الضغط، أو كريكسيفان و إندينافير ويستعملان لعلاج مرضى الإيدز.
- حدوث تجفاف في الجسم بسبب الإسهالات والإقياءات المزمنة.
- قصة عائلية للإصابة بحصى الكلى.
- الحمل أو البدانة.
تصفّح أيضا : متلازمة المبيض متعدد الكيسات
أنواع حصى الكلى
من الجدير بالذكر أنّ معرفة نوع الحصى في الكلية يؤثر على آلية العلاح ونوعه.
وتشمل الأنواع الأكثر شيوعاً مايلي:
- حصيات السيستين: تعد النوع الأقل حدوثاً، وتنجم عن طفرة جينية تسبب مشكلة في إعادة امتصاص مركب السيستين فيتراكم في البول مشكلاً الحصى.
- حصيات الكالسيوم: وهي النوع الأشيع وينجم عن تناول كمية كبيرة من الأوكسالات كالراوند أو كميات كبيرة من فيتامين D. وترتفع نسبة الإصابة بهذا النوع في حال عدم شرب كميات كافية من الماء.
- حصيات ستروفيت: وتنجم عن خمج الطرق البولية بالميكروبات.
- حصيات حمض اليوريك: تحدث بسبب اعتماد نظام غذائي غني بالبروتين الحيواني، وأيضاً يحدث هذا النوع لدى الأفراد الذين يعانون نقصاً في سوائل الجسم بسبب أمراض سوء الامتصاص مثلاً.
أعراض حصى الكلى
يعد الألم العرض الأكثر شيوعاً لحصى الكلى وعلى الرغم من ذلك فقد تبقى الحصاة لاعرضية فترة طويلة.
تحدث الأعراض عموماً عندما تتحرك الحصاة ضمن الجهاز الكلوي وحينها قد تقوم بسد الحالب، أو تستقر في المثانة وتسبب تخريشاً لجدارها.
من الجدير بالذكر أن حجم الحصاة لايتناسب مع شدة الألم، فنجد أن الحصى الصغيرة تسبب ألماً شديداً عكس الحصى الكبيرة والتي يكون ألمها محتمل.
تنطوي بقية الأعراض على مايلي:
- عسرة التبول أو ألم أثناء التبول.
- الشعور بالغثيان والإقياء.
- الإلحاحية البولية: وهو الدخول إلى الحمام بشكل أكثر من المعتاد.
- تغير في لون البول أو رائحته: فقد يبدو بلون عكر أو وردي أو قد تصبح رائحته واخزة.
- حدوث القولنج الكلوي: وهو ألم كلوي نوبي شديد غير محتمل يستمر من 20 دقيقة إلى ساعة وقد ينتشر للفخذ وأسفل البطن.
طالِع أيضاً: المبيض متعدد الكيسات .. أسبابه وعلاجه.
مضاعفات حصى الكلى
تجدر الإشارة إلى أن المضاعفات تحدث إمّا عقب التداخل الطبي لمعالجة الحصى أو بسبب إهمال علاجها مدة طويلة.
وتشمل المضاعفات مايلي:
- النزف أثناء الجراحة.
- الألم.
- انسداد الحالب بحصاة كبيرة.
- تمزّق في الحالب.
- إنتان في الجسم عموماً.
- التهاب في الطرق البولية.
تشخيص حصيات الكلى
من الضروري معرفة سوابق المريض الدوائية وتاريخه المرضي والقصة العائلية، ومن ثم اللجوء إلى الاختبارات التي تتضمن:
- تحليل البول: يُطلب جمع عينتي بول لمدة 24 ساعة لكل منهما ومن ثم إجراء المعايرة ومعرفة نوع المعادن المكونة للحصاة أو كشف نقص المركبات التي تمنع تكونها.
- تحليل الدم: لمعرفة نسبة الكالسيوم أو حمض البول وغيرها في الدم.
- إجراءات التصوير الشعاعي: مثل صورة بالأشعة السينية X_RAY، أو تصوير مقطعي محوسب CT (الطبقي المحوري) لتقييم الجهاز الكلوي.
- تحليل الحصى المستخرجة: ومعرفة المعادن الداخلة في تركيبها وبالتالي اختيار طريقة العلاج الأمثل لها.
مقالات قد تهمك: علاج الأكزيما
علاج حصى الكلى
من الضروري أن نعلم أن علاج حصى الكلى يخضع لشروط معينة، فليست كل أنواع الحصيات تتطلب تداخل علاجي خصوصاً عندما تكون الحصاة بحجم صغير.
وتتضمن الخيارات العلاجية مايلي:
- مسكنات الألم: كالنابروكسن والإيبوبروفين وتستعمل لتخفيف الشعور بالألم، أو إعطاء دواء من زمرة حاصر ألفا تحت إشراف طبيب والذي يعمل على إرخاء عضلات الحالب الملساء لتسهيل مرور الحصى الصغيرة وبأقل ألم.
- شرب كميات كبيرة من الماء: ينصح بشرب 8 أكواب مياه ذات حجم متوسط لجعل البول صافي اللون ومنع المعادن من التراكم أيضاً.
وعندما تكون الحصيات بأحجام كبيرة حينها يتم اللجوء لطرق أخرى لإزالتها، ومن ضمن هذه الطرق:
- تنظير الحالب: يتم إجرائه تحت التخدير العام لعلاج حصى الكلى والحالب، وذلك بإدخال منظار مرن ورفيع من أجل العثور على الحصيات وإزالتها.
- تفتيت الحصى بالصدم من خارج الجسم: أو مايدعى ب ESWL، وهو الإجراء الأشيع لتفتيت الحصى في الولايات المتحدة الأمريكية. ويقوم الجهاز بصدم الحصاة مرات عديدة إلى أن يتم تفتيتها لأجزاء أصغر وحينها يسهل خروجها مع البول. يمكن أن يتم إجراء هذه الطريقة تحت التخدير العام أو الموضعي وتحتاج لحوالي الساعة.
- استخراج الحصيات عبر الجلد “PNL”: يتم إخراج الحصاة بإجراء شق صغير جراحي ويحتاج هذا الإجراء لبقاء المريض قي المشفى عدة أيام.
الوقاية من تشكل حصى الكلى
لابدّ من الإشارة أنّه وبمجرد تشخيص وجود حصيات في الكلية فهذا يرفع من احتمالية إعادة تشكلها لاحقاً حتى لو تمّ علاجها.
استناداً لما سبق يجب أن يتم اتباع نظام معين يقي من تشكل الحصيات ويتضمن هذا النظام:
- التخفيف من بعض الأطعمة والمشروبات الغازية: كالكولا مثلاً أو الأطعمة التي تحوي نسبة عالية من البروتين الحيواني، وبالمقابل فإن تناول كميات مناسبة من الخضار والفاكهة كالتفاح والبرتقال والرمان يُعد عاملاً واقياً.
- شرب الكثير من الماء: بمعدّل لايقل عن 8 أكواب يومياً ويمكن أن نستبدل الماء بعصير الليمون أو البرتقال مثلاً.
- التقليل من تناول الملح والصوديوم: بما ينعكس إيجاباً على ضغط الدم وصحة القلب أيضاً.
- تناول كميات كافية من الكالسيوم: وينصح بالحصول عليها من الأطعمة مثل الراوند والسبانخ بدلاً من المكملات الغذائية، ويجب أن ننوّه أن ارتفاع نسبة الكالسيوم في البول بشكل زائد عن الحد يسبب تشكل حصى الكلى. لذلك يجب أن نعتدل بتناوله.
إلى هنا نصل وإيّاكم إلى ختام مقالنا حول حصى الكلى وأعرضها وطرق علاجها والوقاية منها، متمنّين لكن دوام الصحة والعافية.
اقرأ أيضاً:
تابعونا على فيسبوك من هنا